الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

(8) خطر الإسلام السياسى على قضية المواطنة والديمقراطية



الجزء الثامن من كتاب:
((خطر الإسلام السياسى على قضية المواطنة والديمقراطية))
 (مصرنموذجا)
Danger of political Islam on the issue of citizenship and democracy
Egypt model



أراء لمفكرين ومثقفين أسلامويين وليبراليين وتوصيات هامه:
لابد من الأشارة الى أن  المادة المنشورة فى هذا الكتاب لا تمثل بحثا حسب المنهج العلمى المتعارف عليه، وأنما رايا ورصدا لهذا (التيار) منذ عام 1972، وأنى لعلى ثقة تامة للقول بأن (العالم) المتقدم أو الذى نعيش فيه أفريقيا وعربيا، سوف يكتشف بعد فوات الآوان أنه قد وقع فى خطأ كبير جدا حينما تساهل مع هذا (التيار) بمختلف فصائله والذى يقوده الأخوان (المسلمون)، وأرى ان  تركهم يعملون طلقاء بما يحملونه من افكار تدعو للكراهية وتحرض على العنف والقتل وتمارس الأرهاب وتميز الناس بحسب اديانهم ومعتقداتهم ونوعهم، وهم لا يؤمنون بالديمقراطيه ولا يحترمون القانون الا اذا لبي مطالبهم، وهم يمثلون خطرا حقيقيا على قضايا التحرر والتغيير والتحول الديمقراطى وأى مشروع لتاسيس دوله (المواطنة) المدنيه الحديثه التى تلتزم بالمواثيق الدوليه والأعلان العالمى لحقوق الأنسان، ولذلك أوصى العالم الحر بكآفة مؤسساته وأنظمته ومنظماته المدنيه، والديمقراطيه، ان يقف وقفة قويه فى وجه هذه الأحزاب والجماعات التى تتبنى فكرا دينيا (أسلاميا)، للوصول للحكم، وأن تعتمد نهجا واضحا يؤدى الى مقاطعتها ومحاصرتها وتجميد ارصدتها الماليه ومنعها من الحصول على السلاح وأن يحظر سفر وتنقل قادتها، حتى يلتزموا بالديمقراطيه وبالدوله المدنيه التى لا يتدخل فيها الدين وبخلاف ذلك فلا أمن ولا سلام ولا ديمقراطيه يمكن ان تسود العالم.
فالمنهج الذى تتبناه هذه الأحزاب وهذه الحركات واحد ومشترك ولا يختلف من حركة لأخرى وهو الذى يرتكز على (الشريعة) الأسلاميه التى فرضت قبل 1400 سنه على قوم ربما كانت مناسبة لهم، وهو (منهج) يطلب من الملتزم بتلك (الشريعه) أن يقتل الكفار حيث وجدهم .. و(الكفار) فى الشريعة وهم كل من لاينتمى للأسلام بنص الآيه: (فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد، فأن تابوا وأستغفروا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم)، وبنص آية ثانية تقول (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وثالثه :(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)، وتفسير هذه الآيه كما ورد فى صحيح البخارى: (لن تكونوا خير امة اخرجت للناس الا اذا اتيتم بالكفار مقيدين تجرونهم والسلاسل فى اعناقهم، لكى يشهدوا بالا الله الا الله وأن محمدا رسول الله).
وكل من يؤيد تلك (الشريعه) ويعمل على تطبيقها فى الحكم فى العصر الحديث ثم يتحدث عن وسطية وتسامح ومساواة بين الناس جميعا رجالا ونساء، مسلمين وغير مسلمين، أما منافق أو مجامل أو لا يعرف ما تدعو له تلك الشريعه، أو أنه يفعل ذلك من دماغه ودون مرجعية تسانده.
ولذلك لا نفاجأ أو نستغرب وأنما تفاجأ دول متقدمه من وقت لآخر بحادثة مثل حادثة الرائد فى الجيش الأمريكى من أصل فلسطينى الذى قام بأطلاق النار على رفاقه فارداهم قتلى، أو بحادثة أغتيال السفير الأمريكى فى (بنغازى) رغم ان الأمريكان ومعهم عدد من الدول الغربية، قاموا بأنقاذ الليبيين، من بطش (القذافى) .. ويتكرر المشهد ذاته من وقت لآخر، مع أحد المستشارين أو الضباط والجنود الغربيين الذين يتعرضون للقتل فى افغانستان أو العراق بواسطة  جندى أو شرطيه أو معاون لا يتوقعون منه ذلك وكان معهم حتى الأمس فى ود وصداقة، لأنهم لا يعلمون ان كل من يؤمن (بشريعة) القرن السابع الميلادى كما تفهمه (التيارات الأسلاميه) ويعتقد بأنها (حكم الله) الواجب عليه تنفيذه، يعنى أن جرثومة الأرهاب والقتل والجهاد والعنف بألاخرين، مغروسة داخل جسده وتسرى مع دمائه وحينما يقتل (كافرا) أى من يعتنق دينا غير الأسلام امريكيا أو انجليزيا فهو مجاهد مقعده محجوز فى الجنة والمقتول فى النار ويمتد التكفير ليصل الى المسلم الليبرالى والعلمانى وكل من يعارض تلك الشريعة .. ولن يرتاح العالم من هذا الهوس ومن هذا الفكر الظلامى المدمر الا بمراجعة المناهج التعليميه فى هذه المنطقة وبالغاء المدارس والمعاهد الدينيه وفى مقدمتها (الأزهر)، والجامعات الأسلاميه، التى تفرخ كلها للأرهاب وتغذيه بالمقاتلين (المجاهدين) وتدعمهم بالنصوص، حتى لو كان من بين دكاترة تلك الجامعات والمعاهد فئة معتدله ووسطيه، ربما ذلك راجع لسلوكهم الشخصى لا استنادا على المنهج الذى يتكئ على (الشريعة)، واؤلئك انفسهم  منبوذين عند (الغلاة) الملتزمين بالنصوص ولايتمتعون بتقديرهم واحترامهم لأنهم يوالون الكفره والليبراليين والعلمانيين .. ولا بد أن تصبح  مناهج  التعليم (ليبراليه) تعلى من قيمة (الفكر) وأن تراجع وتنقح وتسحب منها المواد التى تحرض على الجهاد والعنف وأن تفكك المؤسسات التى تدعم هذا الفكر، مثل (منظمة الدعوة الأسلاميه) و(رابطة العالم الأسلامى) وأن يتعلم النشء فى المدارس مثلما كان فى السابق مبادئ الدين والمواد التى تدعو للحب لا للكراهية والعنف والقتال .. وأن تتاح الفرص للمسلمين الليبراليين الملمين بثقافة العصر وبقدر من الثقافة الدينية، للظهور على اجهزة الأعلام، بدلا من التركيز على طبقة الفقهاء والشيوخ الذين يحرضون على القتل والأرهاب، بوعى منهم أو لا وعى.
مثل تلك المواد والمناهج الخطيرة التى تحرض على الكراهية والقتل تدرس حتى اليوم فى (الأزهر) الذى يقال انه وسطى:
((المرتد وتارك الصلاة يجوز قتله – شرعا - دون الرجوع للحاكم ويجوز شوى لحمه وأكله، وهذا الكلام موجود وموثق فى كتاب يدرس لطلبة الأزهر فى المرحله الثانويه فى مصر اسمه (الأقناع فى حل الفاظ ابى شجاع).
وهذا ما ذكره مستشار ومفكر اسلامى مصرى اسمه ( أحمد عبده ماهر) وعرض تلك المراجع على الهواء فى احدى القنوات الفضائيه، مستغيثا بضرورة مراجعة تلك (المناهج) التى تحرض على العنف والكراهية وعجز علماء الأزهر الذين تداخلوا فى البرنامج، من نفى كلامه أو تكذيبه.
 وقدم ذلك المستشار (المستنير) من كتاب (الأختيار لتعليل المختار) صفحة 298 / 299، الذى يدرس لطلاب الصف الثانى الأزهرى نص يقول ((اذا فتح الأمام بلد من البلدان غير المسلمه، فأن شاء قسم ذلك البلد وأن شاء قتل الأسرى أو استرقهم وأن شاء فرض عليهم الجزية ومن يعجز عن السير من اؤلئك الأسرى يجوز قتله، فى وقت يمنع فيه قتل الحيات والعقارب)) !!
هؤلاء الطلاب فى هذا العمر تدرس لهم مثل هذه المواد، وهم الذين يكبرون ويصبحون علماء يصدرون الفتاوى، ويصرون على تحكيم شريعه القرن السابع التى تعترف (بالشورى) وهى وسيلة حكم ديكتاتورية لا ديمقراطيه، ثم بعد كل ذلك يوصف (الأزهر) بأنه يقدم الأسلام الوسطى المعتدل، وأحد شيوخه الذى درس مثل تلك الكتب، واسمه (هاشم اسلام) أفتى من قبل، بحرمة المظاهرات ضد الرئيس (مرسى)  وقال ان المتظاهرين خوارج يستحقون القتل، وأفتى كذلك بحرمة اضراب القضاة!!
اما ما هو انكأ من ذلك كله ويدرس حتى اليوم لطلبة (الأزهر) من علوم شرعية، وباتفاق (المذاهب الأربعه) وبحسب (الشريعه) فأن عقد النكاح  (الشرعى) يعتبر (فرج) الزوجه مستأجر أو مشترى من ولى الأمر، ولذلك فعتدما تمرض الزوجه يجب علاجها على نفقة والدها أو ولى أمرها لا الزوج، الذى يجب أن يعاد له ذلك (الفرج) مستبرأ، وصالح للوطء!
وما يدرس لطلبة الأزهر فى ذلك العمر، اذا تم اغتصاب (الزوجه) لا سمح الله من مجرم دون ذنب لها، تسقط نفقتها على الزوج!!

ما يجب أن يعرفه العالم كله أن المسلمين الآن صنفان:
صحيح فى الدين الأسلامى هناك فهم مأخوذ من حديث نبوى يقول (تفرقت اليهود الى أحدى وسبعين فرقة واحده فى الجنه والبقية فى النار، وتفرقت المسيحيه الى أثنين وسبعين فرقة وحدة فى الجنه والبقية فى النار، وسوف تتفرق أمتى الى ثلاثة وسبعين فرقه واحده فى الجنه والبقية فى النار) ، لكن على نحو اجمالى فالمسلمين اليوم نوعان، النوع الأول مسلم (مستنير) رافض بوعى كامل وادراك، أحكام (شريعة) فرضت على بشر لهم ثقافتهم وبيئتهم وتقاليدهم وأعرافهم، قبل زمن سحيق مضى عليه أكثر من 1400 سنة، وهذا النوع يمكن أن يكون مسالما ومتسامحا وديمقراطيا يؤتمن جانبه ولا يخشى منه، والنوع الثانى يؤمن بتحكيم تلك الشريعه، وهذا لا يؤمن بالديمقراطية الا خداعا، لأنه طالما كان مقتنعا بالشريعه، فوسيلته للحكم (الشورى) لا الديمقراطيه، والنوع الأخير يمكن أن يتحول الى ارهابى وقاتل فى اى لحظة من اللحظات، لأن الآيات القرآنيه تقف من خلفه تدفعه وتحرضه على الجهاد وأن لم يفعل شعر بالنقصان وعدم أكتمال دينه، ومن بين تلك الايات ، الايه التى عرفت بآية السيف والتى نسخت 114 آيه من ايات الأسماح، وهى التى تقول:
(فاذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد، فأن تابوا وأستغفروا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم).
ولكى لا يكون راينا جزافيا أو مرسلا، نستعرض بعض المواقف والأراء ممن يعتنقون هذا الفكر وينتمون لهذا التيار أو كانوا ينتمون اليه ذات يوم.
مثلا .. اصدرت هيئة أسمها (الهيئة الشرعية للحقوق والأصلاح) فى مصر، فتوى قالت فيها "لا تجوز تهنيئة المسيحيين المصريين فى اعيادهم،  بحسب رأى كثير من الأئمه المعتبرين"!  .
راجع هذه الفتوى بما جاء فى نص الماده 219، التى قال عنها القيادى فى حزب النور السلفى (نادر بكار) بعد الأنتهاء من الأستفتاء على الدستور، وحصوله على موافقة 63% من الناخبين: (أن الماده 219 ، حققت لنا أكثر مما كنا نطالب به، فى ضرورة ذكر الشريعة أو احكامها بأنها المصدر الرئيس والوحيد للتشريع)!
ومن هم اعضاء تلك الهيئة التى ذكرناها؟ يكفى من بينهم الدكتور/ صفوت حجازى، الذى شرفه (الثوار) بمنصب أمين ائتلاف الثوره، الذى كان يضم كآفة الثوار من مختلف التيارات.
وما هو انكأ من ذلك من بين اعضاء تلك الهيئة، (خيرت الشاطر)، نائب المرشد العام للأخوان المسلمين الذى كان مرشحا اولا لرئاسة الجمهوريه، ومنعه من ذلك عدم تمتعه بالأهليه الكامله نتيجة لحكمين سابقين عليه، لم يسقط اثرهما حتى لحظة خوض الأنتخابات.
وحينما سئل (طارق الزمر) وهو احد القياديين بحزب (البناء والتنمية) الذى تدعمه أحدى (الجماعات الأسلاميه)، عن تلك (الفتوى) راوغ وتهرب عن الرد حتى لا يفصح لسانه بالموافقة على تهنيئة (المسيحيين)، وأكتفى بالقول (أن هذا الرأى موجود فى الفقه الأسلامى يؤيده البعض، ويرفضه بعض آخر).
وهنا نستحضر ما قاله شيخ أزهرى (مستنير) دكتور فى كلية (الشريعه) أسمه (أحمد كريمه) قال باكيا، ((مصر تضيع ويسيطر عليها الآن تيار الفكر السلفى الوهابى، وأن هذا الدستور لا علاقة له بالشريعة))، واضاف ((أن الماده 219 ماده خطيره، ترسخ لمفهوم الدوله الطائفيه، لأنها تقصى المذهب الشيعى بصورة واضحه))، اضافة الى ملاحظات أخرى ذكرها عن رغبة التيارات السلفية فى السيطرة على (الأزهر) فى المستقبل، وقد دار جدل بعد تسرب شريط فيديو ذكر فيه احد قادة التيارات السلفى (ياسر برهامى)، أن الدستور الجديد يتيح لهم التخلص من شيخ الأزهر، اضافة الى معلومه اخرى ذكرها اثارت جدلا وغضبا شديدا داخل مؤسسة الأزهر، وهى التى قال فيها (حدثت مواءمة سياسية، لتمرير المادة 219 مقابل وضع مادة تحصن شيخ الأزهر وتمنع عزله).
ومن ضمن ما قاله الدكتور الأزهرى (أحمد كريمه)، أن جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بدأت فى سيناء منع التجار من بيع السجائر!
ومن الملاحظات الجديره بالتوقف عندها ان كوادر (الأخوان المسلمين) وحلفائهم فى التيار (الأسلامى) بعد حصار أمتد لأكثر من شهر منعوا فيه المحكمه الدستوريه من القيام بدورها والفصل فى مدى شرعية الجمعية الدستوريه ومجلس الشورى، رغم ما فيهما من عوار، ورغم تحصين الرئيس (مرسى) لهما بالأعلان الدستورى، فأن تلك الكوادر انسحبت فى اليوم الثانى مباشرة بعد الأنتهاء من الأستفتاء على الدستور وحصوله على الموافقه التى ذكرناها اعلاه.
ومن العحيب جدا وفى الوقت الذى حاصروا فيه مكتب النائب العام وحاولوا اجباره بكل الطرق للتخلى عن منصبه وقبوله بمنصب سفير فى (الفاتيكان)، وحينما فشلوا فى ذلك بوقفة القضاء الى جانبه وقفة قوية، تم ابعاده بعد ذلك (بالأعلان الدستورى) المعيب الذى اصدره الرئيس وكان السبب فى قتل 10 مصريين، من بينهم (اخوان مسلمين)، هم من اعتدوا على المتظاهرين والمعتصمين سلميا امام قصر الأتحاديه، مقر الرئيس، وكان الغرض من الأعتداء ترهيب اؤلئك المعتصمين وابعادهم من جوانب القصر بالقوه، مما اثار حفيظة الثوار، وجعلهم يحرقون 28 مقرا من مقرات الأخوان المسلمين، بالطبع هناك من استغل ذلك الموقف من غير الثوار وشارك فى حرق تلك المقرات، مثلما احرقت (التيارات الأسلاميه) وغيرهم من ثوار دور الحزب الوطنى (المنحل) خلال الثوره اضاقة للعديد من مراكز الشرطه وسياراتها.
ومن عجب أن النائب العام (طلعت مصطفى) الذى عينه (محمد مرسى)، تدخل فى عمل وكيل نيابة واصدر قرار بنقله الى مدينه بعيده عن القاهره، لأنه امر بالأفراج عن حوالى 80 متظاهرا، على خلاف رغبة (النائب العام) بينما امر وكيل النيابة بحبس 4 شبان ينتمون للتيار الأسلامى، قبض عليهم متلبسين وهم يحملون اسلحه ويتجهون الى قصر الأتحاديه، مكان اعتصام الثوار الذين ينتمون للقوى المدنيه. 
و(النائب العام) الذى جاء به (الرئيس) هو ذاته من امر بتعيين قاضى تحقيق، لكى يحقق مع الدكتور/ البرادعى، وحمدين صباحى، وعمرو موسى بتهمة محاولة الأنقلاب على السلطه الشرعيه واسقاط الرئيس، ومن قدم البلاغ ضدهم (محامى) ينتمى للأخوان المسلمين، وفى ذات الوقت هو عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين,
هذه كلها ممارسات للأخوان المسلمين وحلفائهم فى التيارات الأسلاميه الأخرى خلال 6 اشهر كانت كلها خروج على الديمقراطيه وتعدى على القضاة والقانون، وتهديد لدولة (المواطنه)، مما جعل طالب مرحله ثانويه صغير سن يتعرض لعقوبة الضرب والشتم من مدرسه، لأنه هتف فى الفصل (يسقط حكم المرشد).
 اما الدكتور/ ناجح ابراهيم عضو (الجماعة الأسلاميه):
 وهو من ضمن الذين كانوا يؤمنون بالجهاد والقتال والعنف وتم اعتقاله وسجنه، خلال حكم (مبارك) ثم خرج بعد المراجعات المعلومه، واصبح الآن أكثر اعتدالا، قال:
((يجب أن يعلم الأسلاميون بأن حكمهم حكم بشرى، حتى لو كان مستندا على مرجعية اسلاميه)) وقال ((بموت الرسول فليس من حق أى أحد أن يتحدث بأسم الأسلام، لأنه المتحدث الحصرى والوحيد باسم الأسلام، وهو معصوم لأن الوحى ياتـيه ويصححه اذا اخطأ))، واضاف حتى قول ((الصحابه ليس مقدسا))!!
وقال الدكتور/ ناجح ابراهيم:
 ((أن مرشد عام الأخوان المسلمين الأسبق (الهضيبى) عمل مراجعات لمنع العنف، وقال نحن دعاة لا قضاة)).
ثم اضاف دكتور ناجح: (التكفير اصبح بعد الثوره اكثر مما كان عليه قبلها).
وعرف دكتور/ ناجح ابراهيم الدوله الدينيه ((هى التى يحكم فيها الحاكم باسم الله، وأن تصبح قراراته مقدسه)).
وقال ((مشكلة الأخوان المسلمين، أنهم يحكمون الدوله بعقلية حكم (الجماعه)، والجماعة كلها اسلاميه ويفترض عدم وجود عصاة فيها أو اصحاب ديانات أخرى، لكن الدوله فيها مختلف انواع المواطنين ومختلف الديانات)).
وقال ان "(تنظيم القاعده) يكفر بالديمقراطيه وجميع آليات الحكم، لأن الديمقراطيه يمكن أن ترفض الشريعه ويمكن أن تساوى بين الرجل والمرأة فى الميراث، وأن تجعل المسيحى يصل لرئاسة البلاد".
فاذا كان الأمر كذلك فما هو الأختلاف بين تنظيم القاعده وبين الأخوان المسلمين أو غيرهم من سلفيين وجهاديين؟ وهل يقبلون بذلك؟؟؟
وحاول الدكتور/ ناجح ابراهيم أن يدافع عن (سيد قطب) ومنهجه الذى دعا فيه للعنف من أجل الوصول للحكم فقال ((سيد قطب كان اديبا لذلك كتب كتبه بطريقة الأديب والروائى وأطلق لخياله العنان لا على طريقة الفقيه الذى يتعامل مع الأمور بواحد زائد واحد يساوى أثنين)) .
وختم د. ناجح ابراهيم حديثه قائلا :
((بأن الشريعة الأسلاميه، نزلت متوافقه مع نفوس الناس وأن الحدود كانت آخر التشريعات التى فرضت فى الشريعه)). واستدل على قوله بالحديث الذى روته السيدة عائشه والذى قال فيه الرسول :
((يا عائشه ، لولا أن قومك حديثوا عهد بالاسلام، لهدمت الكعبه وبنيتها على قواعد ابراهيم)).
ومن بعد الدكتور/ ناجح ابراهيم، نستشهد بثروت الخرباوى القيادى السابق فى تنظيم الأخوان المسلمين.
قال (ثروت الخرباوى):
 (للأخوان المسلمين كوادر مغروسه فى كآفة مؤسسات الدوله قبل الثورة، بما فيها الجيش والشرطه والقضاة ويسمون بالوحدات).
أما الدكتور كمال هلباوى:      
 الذى كان يشغل منصب المتحدث باسم الأخوان المسلمين فى اوربا وأقام فى لندن مدة 20 سنه، فقد تقدم بأستقالته بعد أن اعلن ترشيح محمد مرسى لرئاسة الجمهوريه ومن قبله نائب المرشد خيرت الشاطر.
وهنا نعيد ونذكر بأن الأخوان فى بداية ايام الثوره، قالوا انهم لن يرشحوا احدا منهم للرئاسة، ولن يدعموا مرشحا اسلاميا، لكنهم لم يوفوا بعهدهم، مثلما وعدوا بالحصول على 30% فقط من مقاعد البرلمان، فحصلوا على 46% ومعهم السلفيين وبعض التيارات الأسلاميه الأخرى رفعت تمثيلهم الى حوالى 80%، فى وقت لم تكن التيارات المدنيه جاهزه لخوض الأنتخابات ولا تملك المال الذى يجعلها تخوض منافسة متكافئة.
ثم نستعرض حديثا مختصرا لأحد المؤمنين (بشريعه) القرن السابع وأحكامها، رغم انه دكتور ومفكر ويدعى انه (وسطى) وهو الدكتور الكويتى (طارق السويدان).
 قال د. طارق السويدان:
 فى محاضرة له فى السودان وهو يتحدث عن الأستبداد والطغيان فى قاعة لنظام من أسوأ الأنظمه طغيانا واستبدادا وفسادا وفشلا.
((أن صراعنا مع اليهود، صراع بنادق لا فنادق وعلينا أن نستثمر الحماس الدينى لدى الشباب، للتخلص من الأستبداد فى الدول العربيه)).
 ولم يكتف د.سويدان بذلك، رغم الخطأ الذى وقع فيه والذى لا يجوز من دكتور مثله فالصراع بين العرب والصهيونيه لا مع (اليهود) وهم اصحاب دين ومن بينهم من يدعمون قضية الفلسطينيين، أكثر من أهل القضية انفسهم ، بل اضاف مشيدا (بالأخوان المسلمين) فى مصر، مع انهم كذبوا ونقضوا العهد فى أكثر من مرة، وأعتدوا على حرمة القضاء وحاصروا المحكمه الدستوريه، وقتلوا الثوار أمام قصر الأتحاديه، ثم أتهموا الثوار بقتلهم، مثلما اتهموا القوى السياسيه المدنيه برفضها للحوار، مع انهم اتخذوا القرارات كلها على نحو ديكتاتورى والمتمثله فى الأعلان الدستورى الذى منع المحكمه الدستوريه من اداء دورها، وبطرحهم الدستور للأستفتاء على عجل قبل أن يستوفى وقته من الشرح والتوضيح لكآفة قطاعات الشعب، ثم طلبوا من تلك القوى أن تأتى لحوار لا فائدة منه، وأتهموها برفض الحوار بل وجهوا لها اتهامات تطعن فى وطنيتها وبانها سعت للأنقلاب على السلطه الشرعيه.
والحق يقول طالما حوكم (مبارك) بالسجن المؤبد بتهمة ضعيفه وهى عدم حمايته للمتظاهرين، فالعدل يقتضى أن يحاكم (مرسى) بذات الجريمه، لأن مشاركته فى عدم حماية الثوار اوضح بسبب الأعلان الدستورى الذى اصدره، وبسبب زحف كوادر الأخوان المسلمين على مكان يعتصم فيه اؤلئك الثوار والأشتباك معهم وازالة خيمهم كما نقلتها القنوات الفضائيه المحائده.
أما أهم توصية لمن يسعون (للتغيير) الجاد وهو أهم كلام قيل عن (الأخوان المسلمين) وحلفائهم فهو الذى قاله الدكتور/ محمد حسنين هيكل، وهو رجل لا يمكن أن يهمل رايه، بعد أن كان مشاركا فى صنع القرار لا صحفيا عاديا، الى جانب عبد الناصر، ورغم خلافاته مع (السادات) فقد كان يستشيره كثيرا.
قال د (محمد حسنين هيكل) :
((أن الحديث عن محاولة اغتيال (عبد الناصر) فى الأسكندريه عام 1954 باعتبارها مسرحية، نوع من السخف وقال ان اسباب العنف هو التنظيم السرى للأخوان، وأن الأخوان يخلطون المطلق بالمتغير والدينى بالسياسى، ومما زاد من حالة العنف فى المجتمع المصرى التجهيز قبل الحرب جعل المجتمع كله مجيشا وعنيفا، وقال أن مصر لا تستطيع أن تحمى أمنها القومى من داخل حدودها فلذلك لا بد لها من تأسيس قواعد أو أن تحمى امنها القومى من خارجها، وقال أن موارد مصر الذاتيه لا تكفيها، ولذلك لا تستطيع الأستغناء عنها.
وما هو اهم من ذلك فقد جاء فى اجابته لكيفية مواجهة هذا التيار، يعنى (الأخوان المسلمين) وحلفائهم.
وقال د. هيكل:
 (هذا تيار جاء شرها للسلطه ويظن انه حرم منها لمدة طويلة، ويسعى للهيمنة والأستحواذ على كآفة مؤسسات الدوله، قضاء ومجالس تشريعيه وتنفيذيه، ولذلك فلا توجد طريقه لمواجهته الا عن طريق الأعلام الجاد).
ومن أخطر ما قاله د. محمد حسنين هيكل وله تأثير على الأمن القومى السودانى، هو أن ما يسمى بلجنة العقلاء فى حلف الناتو والتى تتكون من 12 شخصية تقودهم وزيرة الخارجيه الأمريكيه (الأسبق) مادلين اولبرايت، قد اجتمعوا واقروا ضرورة اعادة رسم حدود المنطقة، فاذا ربط هذه المعلومة مع حديثه عن ان المصالح الأمريكيه وبناء على نظرية طى البساط Tie carpet، ترى أن تتم السيطره على هذه المنطقه الأفرو شرق أوسطيه ألأكثر بؤسا وأحباطا وفقرا، من خلال المد الأسلامى الذى تنامى، بأعتباره الأقدر للقيام بهذا الدور، لذلك علينا أن نتوقع مطامع على الحدود السودانيه، فى ظل هيمنة تيار الأسلام السياسى فى مصر، وغفلة النظام الحاكم فى السودان. 
نواصل  ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق