الاثنين، 18 نوفمبر 2013

حيادية منظمات المجتمع المدنى!

                                                                        



حيادية منظمات المجتمع المدنى!
أتفهم جيدا  حتى اذا كنت غير مقتنعا على نحو كامل،  أن تتخذ منظمات المجتمع المدنى (الأجنبيه) مواقف (محائده) من قضايا النزاعات والحروبات والأختلافات السياسيه التى تدور فى مناطق مختلفه من العالم، الذى نعيش فيه اذا كان ذلك الأمر عن قناعة منها بأهمية التزام ذلك الحياد أو بسبب عدم المامها العميق بحقيقة القضايا والنزاعات التى تسعى للساهمه فى علاجها أو لكى يساعدها ذلك (الحياد) عن وعى من القيام بدورها أو حتى اذا اسأنا الظن بها وأعتبرنا ذلك الحياد مقصود منه (تمييع) القضايا لخدمة مصالح دوليه أو أقليميه أو ذاتيه.
 لكن السؤال المهم هنا هو، هل من حق منظمات المجتمع المدنى (الوطنيه) أو السودانيه فى حالتنا أن يلتزم قادتها والعاملين المؤثرين أو (الهامشيين) فيها من سودانيين  أو أن يظهروا مثل ذلك (الحياد) وأن يحاولوا ارضاء تلك (المنظمات) أو النظام الحاكم غير الشرعى فى الأساس والذى اغتصب السلطه عن طريق أنقلاب عسكرى بليل ممتطيا صهوة دبابه ثم واصل التشبث بتلك السلطه عن طريق التزوير وتزييف ارادة المواطنين وشراء ذمم قيادات الأحزاب والحركات وكوادرها المصابه بداء الأنانيه وحب النفس ولم يكتف النظام بذلك بل مارس كآفة انواع القتل والأبادة والتعذيب وانتهاك حقوق الأنسان ضد المواطنين خلال ربع قرن من الزمان.
هل هذا الحياد نوع من التعقل والوسطيه والأعتدال أم خيانه وطنيه عظمى يعاقب عليها القانون فى المستقبل وحينما يسقط النظام ويتحقق التغيير؟
وهل يجروء عاقل وصاحب ضمير يقظ أن يتاجر بقضايا وطنه ومواطنيه وأن يتخلى عنها مقابل دريهمات قليله وأن يبيعها بثمن بخس من أجل أن ترضى عنه تلك المنظمات أو أن تمنحه وظيفه أو أن تدعوه للمشاركه المستمره فى (الورش) و(السمنارات) التى يمكن أن يحقق من خلالها بعض المكاسب؟
ومن الغريب والمدهش أن بعض الذين يلتزمون ذلك الحياد مع قضايا اوطانهم ينتقدون الآخرين  بصوت خافت وعال ويعتبرونهم متطرفين فى مواجهتهم للنظام وعدم رغبتهم فى التصالح أو التحاور معه ويرون ان سلوكهم ذاك نابع من تطرف فكرى و(شخصى) غير جائز مع أن الأمر فى حقيقته على العكس من ذلك تماما، وأن الوسطيه والحياديه التى يلتزمها اؤلئك المنتقدين نابعه من مواقف تفتقد للوعى  ويسعون من خلالها لتحقيق مكاسب شخصيه أو أنتصار للقبيله أو العنصر أو المجموعات التى مارست ظلما وعدوانا وانتهاكات صارخه ويعمل اؤلئك المعتدلين (زيفا) على تبسيط  ذلك الفعل الأجرامى اللا انسانى أو انكاره  من الأصل، بينما الذىن يظنونهم متطرفين (فكريا) قد لا يكونوا من المتضطررين على نحو مباشر مما جرى ، لكن ضمائرهم الحيه وأنحيازهم للحق وللأنسانيه ورفضهم للظلم والتهميش والتمييز والأقصاء جعلهم يقفون ضد الجماعات والكيانات التى ارتكبت تلك الجرائم والتجاوزات حتى لو كانوا من بين اهلهم واقاربهم وقبيلتهم وأثنيتهم أو وسطهم الثقافى.
آخر كلام:
قال الشاعر الراحل الفذ نزار قبانى:
إختاري الحب .. أو اللاحب

فجبنٌ ألا تختاري..

لا توجد منطقةٌ وسطى

ما بين الجنة والنار..
وكأنه كان يقصد:
لا توجد منطقة وسطى بين الحق وبين الباطل
وعار أن يختار الأنسان (الحياد) مع قضايا الوطن.
تاج السر حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق